این سوره دویست و چهل حرفست، پنجاه کلمه و پانزده آیه، جمله به مکه فرو آمد و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و فی الخبر عن ابى بن کعب قال: قال رسول الله (ص): من قرأ سورة «و الشمس» فکانما تصدق بکل شی‏ء طلعت علیه الشمس و القمر.


قوله: و الشمْس و ضحاها اى اشراقها اذا ارتفعت و بلوغها «ضحى» النهار. و قیل: المراد به النهار کله «و الشمْس» سراج النهار لقوله: و جعل الشمْس سراجا. و قیل: «ضحى» حین تطلع «الشمس» فیصفو ضوءها. و قال مقاتل «ضحیها» اى حرها کقوله فی سورة طه: «و لا تضْحى‏» اى لا یوذیک الحر.


و الْقمر إذا تلاها اى تبعها «و القمر» یتلوا «الشمس» لیلة الهلال تغرب «الشمس» و یغرب «القمر» بعقبها یقال. هذا تلو هذا، اى تابعه و نظیره. قال الزجاج: لیلة البدر یتلوها فی الاضاءة و النور الکامل.


و النهار إذا جلاها الهاء راجعة الى الارض، اى «جلى» الارض او الى «الشمس» اى «جلى» «الشمس» و کشفها باضاءتها و ذلک لان «الشمس» انما یتبین اذا انبسط «النهار». و قیل: الهاء کنایة عن الظلمة فان لم یجر کما ذکر لان معناها معروف.


و اللیْل إذا یغْشاها اى یغشى الشمس حین تغیب فتظلم الآفاق و قیل: «یغشى» الارض بالظلمة.


و السماء و ما بناها اى و من بناها و هو الله عز و جل، و ما بمعنى من کقوله تعالى: فانْکحوا ما طاب لکمْ اى من طاب لکم: و کان عبد الله بن زبیر یقول للرعد: سبحان ما سبحت له.


و الْأرْض و ما طحاها اى و من بسطها.


و نفْس و ما سواها اى «سوى» خلقها و ترکیبها. فسوى الیدین و الرجلین و سائر الاعضاء. قیل: اراد به آدم (ع) و قیل: هو عام اراد جمیع الانس و الجن.


فألْهمها فجورها و تقْواها اى بین لها الخیر و الشر و علمها الطاعة و المعصیة.


قال الزجاج: معنى الالهام التوفیق و الخذلان اى وفقها للایمان و الطاعة و خذلها بالکفر و المعصیة. و هذا بین ان الله عز و جل خلق فی المومن التقوى و فی الکافر الفجور.


و فی الخبر الصحیح عن عمران بن حصین عن رجلین من مزینة قالا: یا رسول الله أ رأیت ما یعمل الناس یکدحون فیه الشی‏ء قضى علیهم و مضى فیهم من قدر سبق ام فیما یستقبلون؟


فقال: «لا بل شی‏ء قضى علیهم و تصدیق ذلک فی کتاب الله عز و جل: و نفْس و ما سواها فألْهمها فجورها و تقْواها.


و عن جابر قال: جاء سراقة بن مالک بن جعثم فقال: یا رسول الله! بین لنا دیننا کانا خلقنا الآن فیم العمل الیوم فیما جفت به الاقلام و جرت به المقادیر، او فیما یستقبل. قال: «بل فیما جفت به الاقلام و جرت به المقادیر».


قال: ففیم العمل؟ فقال: «اعملوا فکل میسر لما خلق له».


قدْ أفْلح منْ زکاها هذا جواب القسم تأویله: لقد «افلح» لما طال الکلام جعل طول الکلام عوضا من اللام فحذفت و المعنى: فازت و سعدت نفس «زکاها» الله اى اصلحها و طهرها من الذنوب و وفقها للطاعة.


و قدْ خاب منْ دساها اى خابت و خسرت نفس اضلها الله و خیبها من کل خیر. و قال الحسن: معناه: قد افلح من ذکى نفسه فاصلحها و حملها على طاعة الله عز و جل.


و قدْ خاب منْ دساها اى خسر من «دسى» نفسه بمعصیة الله، اى اخفاها، فکان العاصى برکوبه المعصیة ابدا یخفى نفسه و یخمل ذکره، و اللئیم ابدا خفى المکان و الشریف مشهور المکان. و «دساها» اصله «دساها» من التدسیس و هو اخفاء الشی‏ء فابدل من سین الثانیة یاء تخفیفا و کراهیة للتضعیف. و فی الخبر عن زید بن ارقم قال: لا اقول لکم الا ما قال رسول الله (ص) لنا: «اللهم انى اعوذ بک من العجز و الکسل و البخل و الجبن و الهم و عذاب القبر.


اللهم آت نفسى «تقْواها» و زکها، انت خیر من «زکاها»، انت ولیها و مولیها. اللهم انى اعوذ بک من علم لا ینفع و من نفس لا تشبع و من قلب لا یخشع و من دعوة لا یستجاب لها».


کذبتْ ثمود بطغْواها اى بطغیانها و عدوانها و بخروجها عن طاعة الله اى الطغیان حملهم على التکذیب. الواو فیه مقلوبة عن الیاء، تقول: طغى یطغى طغیانا و طغوى. و قیل: «بطغْواها» اى بعذابها و هو اسم لذلک العذاب کقوله: فأما ثمود فأهْلکوا بالطاغیة، و قیل: «بطغْواها» اى باجمعها.


إذ انْبعث أشْقاها اى نهض و قام اشقاها لعقر الناقة و الانبعاث الاسراع فی الطاعة للباعث، اى کذبوا بالعذاب و کذبوا صالحا لما انْبعث أشْقاها و هو قدار بن سالف و کان رجلا اشقر ازرق قصیرا. و قیل: کانا رجلین قدار بن سالف و مصدع بن دهر.


«فقال لهمْ» اى للقوم کلهم «رسول الله» یعنى: صالحا (ع) ناقة الله و سقْیاها اى ذروا «ناقة الله» و ذروا «سقْیاها» اى احذروا «ناقة الله» و شربها فی یومها.


فکذبوه یعنى: صالحا فیما اخبرهم بحلول العذاب «فعقروها» یعنى: الناقة اسند الفعل الیهم جمیعا لانهم رضوا به فدمْدم علیْهمْ ربهمْ قال عطا و مقاتل: اى: دمر «علیْهمْ ربهمْ» فاهلکهم و اطبق علیهم العذاب. و الدمدمة اهلاک باستیصال تقول العرب: دممت على فلان ثم تقول من المبالغة: دممت بالتشدید، ثم تقول من تشدید المبالغة دمدمت «بذنْبهمْ» یعنى: بتکذیب الرسول و عقر الناقة «فسواها» اى «سوى» الدمدمة. «علیْهمْ» یعنى: عمهم بها فلم یفلت منهم احد. و قیل: «سوى» ثمود بالهلاک، اى انزل بکبیرها و صغیرها «فسوى» بینهم، و ذلک لانهم کلهم رضوا بعقر الناقة فعمهم الله بالعقوبة. یقال: لم ینبعث قدار حتى دامرهم کلهم «فسوى» العذاب بینهم. و قیل: «سوى» الارض بهم فجعلهم غثاء و هشیما.


و لا یخاف عقْباها قرأ ابن عامر و عاصم و حمزة و الکسائى: فلا یخاف بالفاء اى «لا یخاف» الله عاقبة ما صنع بهم و لا یبالى و الفعل لله سبحانه. و قرأ الباقون: بالواو و الفعل للاشقى و فی الکلام تقدیم و تأخیر اى انْبعث أشْقاها و لا یخاف عقْباها و قیل: «لا یخاف» صالح «عقبى» ما صنع الله بهم.